هل الفيب يسبب السرطان؟ الحقيقة وراء الجدل العلمي

هل الفيب يسبب السرطان مقارنة علمية بين الفيب والتدخين - ND Store - أفضل فيب ستور في دمياط

القلق من العلاقة بين الفيب (Vaping) والسرطان من أكثر الموضوعات التي يبحث عنها المستخدمون اليوم. بينما يعتبر البعض الفيب بديلاً “أخف ضرراً” من السجائر التقليدية، يواجه الباحثون سؤالاً صعباً: هل التعرض طويل المدى لبخار السجائر الإلكترونية يزيد من خطر الإصابة بأنواع السرطان؟

الإجابة المباشرة ليست بسيطة — لأنها تحتاج بيانات طويلة المدى تمتد لعقود. الدراسات الجارية (مثل دراسات Cig-Electra وCONSTANCES وغيرها) ستأخذ سنوات قبل أن تعطينا جواباً قاطعاً. ومع ذلك، يمكننا الآن تجميع ما نعرفه: أي مركبات تم رصدها في الأبخرة، ماذا تعني هذه المركبات من ناحية السرطان (Carcinogenicity)، وكيف تقارن مستواياتها بمستويات السجائر التقليدية. هذا المقال يقدّم مراجعة متوازنة ومبسطة لأهم الأدلة، مع إيضاح المصطلحات وذكر المصادر العلمية الموثوقة.

أهم ما سنغطيه في المقال:

• كيف يتكوّن السرطان وكيف تؤثر المواد المسرطنة.

• الفوارق الكيميائية بين الفيب والسجائر.

• المواد المحتملة في الأبخرة (Formaldehyde, Acetaldehyde, metals, Diacetyl…).

• ملخّص الدراسات الحالية وما تنبئ به.

• توصيات عملية للمستخدمين.

كيف يحدث السرطان؟

السرطان نتج عن تراكم طفرات (Mutations) في جينات خلايا الجسم تؤدي إلى نمو غير منضبط. بعض المواد الكيميائية تسبّب طفرات مباشرة (مسرطنة مباشرة — genotoxic carcinogens)، وبعضها يسرّع الالتهاب أو يضعّف إصلاح الحمض النووي (غير مباشر).

المواد المسرطنة (Carcinogens) المعروفة تُصنّفها منظمات مثل IARC/WHO وفقًا لقوائمها (Group 1 = مادة مسرطنة مؤكدة). التعرض المستمر والجرعات والتعرض المهني أو التدخين لفترات طويلة يزيد احتمالية تراكم الطفرات وحدوث السرطان.

في سياق الفيب، السؤال هو: أي مركبات موجودة في الأبخرة قد تكون مسرطنة، وبأي كميات؟ وهل هذه الكميات كافية لرفع الخطر على المدى الطويل؟

الفرق الكيميائي بين الفيب والسجائر التقليدية

ماذا يوجد في دخان السجائر؟

السجائر تحرق التبغ وتنتج آلاف المركبات الضارة، من بينها القطران (Tar) وأول أكسيد الكربون (CO)، بالإضافة إلى عشرات المواد المسرطنة المعروفة (مثل البنزن، النيتروزامينات، الفورمالديهايد). هذه التركيبة كانت السبب في ربط التدخين بأنواع عديدة من السرطان (رئة، مثانة، مريء، حنجرة، وغيرها).

ماذا يوجد في بخار الفيب؟

الفيب يعتمد على تسخين سوائل (E-liquids) تتكون عادةً من: Propylene Glycol (PG)، Vegetable Glycerin (VG)، نكهات غذائية، ونيكوتين اختياري. لا يحدث احتراق حقيقي، لذا لا يتكوّن القطران ولا أول أكسيد الكربون بنفس الطريقة. مع ذلك، عند التسخين يمكن أن تتولد مركبات ثانوية (مثل الفورمالديهايد) وتتحرّر معادن من عناصر الأجهزة (Nickel, Chromium, Lead) أو تظهر بعض المنتجات التحلّلية للنكهات (مثل Diacetyl في الماضي).

ماذا يعني هذا من ناحية السرطان؟

غياب القطران وأول أكسيد الكربون في الفيب يقلّل، منطقياً، من خطر الإصابة بنفس أنماط السرطان المرتبطة بالاحتراق. لكن وجود مركبات مسرطنة أخرى — حتى بتركيزات أقل — لا يمكن تجاهله تمامًا، خصوصًا مع التعرض الطويل (سنوات). لذلك الإجابة ليست صفر-1: الفيب قد يكون أقل ضرراً من الناحية المرتبطة ببعض أنواع السرطان، لكنه ليس خالياً من مكوّنات قد تشكل خطراً نظرياً.

🔗 مراجع:

Public Health England — Evidence review

Johns Hopkins Medicine overview

المواد الكيميائية المثيرة للقلق في الفيب وما هو تأثيرها المحتمل؟ 

في هذا القسم نعرض أهم المركبات التي لو وُجدت قد تشكّل خطراً مع تفسير حالة كل مركب:

الفورمالديهايد (Formaldehyde)

• ما هو؟ مركب معروف ومصنف من مجموعة IARC كمسرطن (Group 1) في تعرضات معينة.

• مصدره في الفيب: يتكون أحياناً عند تسخين سائل الفيب لدرجات عالية (خصوصاً عند “Dry-hit” أو استخدام أجهزة بقدرة عالية coil temp).

• التقدير: العديد من الدراسات وجدت آثاراً من الفورمالديهايد في بيئات مختبرية عند ظروف غير عادية للـ coil أو بفعل الجوانب الفنية، لكن المعدلات العملية لمستخدمي الفيب اليوم عادةً أقل من مستويات مخاطر التدخين.

🔗 مراجع:

دراسات متعددة على PubMed أظهرت وجود الفورمالديهايد في ظروف مختبرية

الأسيتالديهيد (Acetaldehyde)

• مادة أخرى قد تتولد أثناء التسخين، مرتبطة تاريخياً بتدخين التبغ وبعض مخاطر السرطان في الجهاز الهضمي العلوي. وجودها في الفيب مُبلغ عنه بكميات متغيرة حسب الجهاز والسائل.

المعادن الثقيلة (Nickel, Lead, Chromium, Cadmium)

• يمكن أن تتسرّب مع مرور الزمن من المكونات المعدنية في الـ atomizer أو coil. تعرض طويل الأمد لبعض هذه المعادن مرتبط بزيادة في خطر أنواع معينة من السرطان. تتفاوت الكميات بشكل كبير حسب جودة الجهاز.

• نصيحة عملية: استخدم أجهزة موثوقة وتغيير الـ coils دورياً.


النكهات (Flavorings) ومركبات التحلل (Diacetyl وغيرها)

• بعض نكهات الفيب القديمة احتوت على Diacetyl و2,3-Pentane-2,3-diol التي رُبطت بتاريخ مرضي (Popcorn Lung). العلاقة بين هذه المواد والسرطان ليست مباشرة أو مؤكدة، لكن التحلل الحراري لبعض النكهات قد يولّد مركبات أخرى غير مرغوبة.

• منذ 2018، أظهرت مراجعات (مثل Kosarac et al., Frontiers 2021) انخفاضاً كبيراً في وجود Diacetyl في المنتجات التجارية للفيب.

• دراسة حديثة بعنوان ‘Diacetyl and Other Ketones in e-Cigarette Aerosols’ من Frontiers in Chemistry (2021) بحثت كيف تتكوَّن مركبات مثل Diacetyl عند تسخين مكونات السوائل مثل VG وPG، خصوصًا عند درجات حرارة عالية، ووجدت أنها قد تتولد حتى ولو السوائل لا تحتوي عليها في الأصل.”

🔗 مراجع:

Diacetyl and Other Ketones in e-Cigarette Aerosols (Frontiers in Chemistry, 2021)

ماذا تقول الأبحاث العلمية حتى الآن؟

حتى الآن، الأدلة المباشرة التي تربط الفيب بزيادة مؤكدة في معدلات السرطان غير كافية لأن السرطان عادةً يتطلب زمناً طويلاً للظهور.
ومع ذلك هناك علامات إنذار: وجود بعض المركبات المسرطنة بأعداد صغيرة في بعض الدراسات المعملية، ووجود اختلافات بين أنواع الأجهزة والسوائل.

ملخّص ملاحظات مهمة من الدراسات والمراجعات:

• دراسات مختبرية أظهرت تكوّن الفورمالديهايد في ظروف تسخين عالية.

• دراسات قياس تُظهر أن مستويات بعض المواد (مثل المعادن أو الأسيتالديهيد) أقل بكثير من مستويات السجائر لكن ليست صفراً.

• مراجعات أحدث تشير إلى تحسّن جودة المنتجات وانخفاض وجود Diacetyl بعد 2018.

• هيئات صحية مثل Public Health England اعتبرت الفيب أقل ضرراً من التدخين التقليدي بنسبة تقريبية (تقديرية) 95%، لكنها لم تنصح بعدم إجراء دراسات طويلة المدى.
e-cigarettes an evidence update

• منظمات أخرى دعَت لاحترام الحذر ومواصلة المتابعة البحثية (WHO, CDC يعبران عن حاجة لمزيد من الأبحاث).

🔗 مراجع:

• Allen JG et al., Environmental Health Perspectives (2015): قياسات Diacetyl في نكهات الفيب 

Public Health England evidence review (2015).

النيكوتين: هل يسبب السرطان مباشرة؟

النيكوتين نفسه ليس مصنّفاً كمادة مسرطنة مباشرة من قبل IARC، لكنه مادة مسببة للإدمان وقد تساهم في تعزيز بيئة نمو الأورام أو تؤثر على نمو الخلايا السرطانية في حال تواجدت. بعبارة أخرى: النيكوتين قد يزيد من احتمالية تفاقم مشكلة سرطانية موجودة لكنه ليس عادةً السبب الأول لتكوين السرطان. لذلك استبدال السجائر بالفيب قد يقلل التعرض لعرّاض القطران، لكنه قد يترك الشخص معرضاً للنيكوتين.

• النيكوتين بحد ذاته مش مادة مُسرطِنة مؤكدة حسب ما بتقول الـ National Cancer Institute (NCI) والـ Cancer Research UK.

لكن: النيكوتين مادة إدمانية جداً، وبتأثر على الجهاز العصبي، وممكن يكون ليه دور غير مباشر في السرطان لأنه:

1. بيساعد الخلايا السرطانية الموجودة بالفعل إنها تنمو أسرع.

2. بيأثر على الأوعية الدموية وبالتالي يسهّل انتشار الورم (Metastasis).

إنما المواد الأساسية اللي بتسبب السرطان في التدخين التقليدي هي: القطران + أول أكسيد الكربون + آلاف المواد السامة الناتجة عن الاحتراق، مش النيكوتين.

ده السبب اللي بتلاقي بسببه علاجات الإقلاع عن التدخين (زي اللاصقات أو العلكة) فيها نيكوتين دوائي مسموح ومُصرح به من FDA لأنها ما بتحتويش على مواد الاحتراق المسرطنة.

🔗

 مراجع:

• National Cancer Institute (NCI)Does nicotine cause cancer

• Cancer Research UKDoes nicotine cause cancer

• Benowitz, N.L. (2009)Pharmacology of Nicotine: Addiction and Therapeutics. Annual Review of Pharmacology and Toxicology. DOI: 10.1146/annurev.pharmtox.48.113006.094742

عوامل تزيد خطر السرطان لدى مستخدمي الفيب

• نوع الجهاز وجودة السائل: أجهزة رديئة أو سوائل مجهولة المصدر تزيد احتمال وجود شوائب أو معادن.

• درجات الحرارة العالية & Dry-hits: تزيد تكوّن مركبات ضارة.

• التحويل المزدوج (Dual use): المستخدمون الذين يجمعون بين السجائر والفيب قد لا يقل لديهم الخطر.

نصيحة عملية: استخدم أجهزة وسوائل موثوقة، حافظ على إعدادات حرارة مناسبة، وتجنّب اليكود مجهول المصدر او الغير اصلي.

التدخين السلبي والفيب السلبي: الفرق وما تقوله الأبحاث

التدخين السلبي (Secondhand smoke) من مصادر الإصابة بسرطان الرئة لدى غير المدخنين، وقد ربطته الدراسات بزيادة حوالى 30% في خطر الإصابة لغير المدخنين المحاطين بالمدخنين. هذا الخطر مردّه إلى وجود القطران والمواد المسرطنة في دخان السجائر.

بالنسبة للفيب، دراسات قياس الهواء (مثل تقرير CDPH في محلات الفيب) لم تسجل تركيزات خطيرة من المواد الكيميائية في الهواء المحيط تحت الظروف المألوفة Vape Shop Air Sampling by California State Health Department Suggests that Secondhand Vape Exposure is Minimal 2017 . ومع ذلك، هناك حاجة لمزيد من دراسات المدى الطويل حول التعرض المتكرر في الداخل.

الاستنتاج العام: الفيب السلبي يبدو أقل خطورة من التدخين السلبي التقليدي، لكن ليس خالياً من الجدل أو الحاجة إلى مزيد من البحث.

الخلاصة العملية والتوصيات

1. حتى الآن، لا توجد أدلة قاطعة تربط الفيب بزيادة مؤكدّة ومباشرة في معدلات السرطان – لأن الأسئلة الكبيرة تحتاج لدراسات طويلة الأمد.

2. الفيب يقلل من التعرض للقطران وأول أكسيد الكربون لأنّه لا يحرق التبغ، لذا منطقياً هو أقل خطراً من التدخين التقليدي بالنسبة لأنواع السرطان المرتبطة بالاحتراق.

3. هناك مركبات محتملة مقلقة (فورمالديهايد، معادن، مركبات ناتجة عن تسخين النكهات) – موجودة أحياناً بكميات صغيرة ولا ينبغي تجاهلها على المدى الطويل.

4. الفورمالديهايد يظهر فقط في ظروف غير واقعية تحت درجات حرارة عالية جداً او وات عالي جداً (dry-puff).

5. النيكوتين بحد ذاته ليس مسرطناً لكنه يسبب الإدمان.

6. أفضل نصيحة صحية: إن لم تكن مدخناً فلا تبدأ بالفيب. إذا كنت مدخناً وتفكر بالتحويل، الفيب قد يقلل المخاطر النسبية لكن الأفضل السعي لإيقاف كل أنواع النيكوتين نهائياً.

7. للمستخدمين الحاليين: استخدم منتجات معروفة، تجنب الليكود مجهول المصدر، حافظ على إعدادات حرارة معتدلة، وتابع الفحوصات الصحية بانتظام.

وبالتالي، يمكن القول أن الفيب أقل خطورة بكثير من التدخين التقليدي، لكن لا يمكن اعتباره آمناً تماماً حتى الآن لكنه وسيلة أمنة للإقلاع عن التدخين التقليدي.

🔗 اقرأ أيضاً: 

الأضرار المزعومة للفيب: الحقائق والشائعات

هل الفيب يسبب مرض رئة الفشار (Popcorn Lung)؟

اذا كنت تبحث عن منتجات و اجهزه و سوائل فيب موثوقة يمكنك زيارة اقرب فرع ليك

فرع المنطقة المركزية فرع الصعيدي القديم

أسئلة شائعة (FAQ)

Q1: هل الفيب يسبب السرطان مباشرة؟
A: لا توجد أدلة قاطعة حتى الآن؛ الأبحاث جارية والطابع الطويل الأمد للسرطان يجعل الإجابة النهائية بحاجة لسنوات.

Q2: هل الفيب أقل خطراً من السجائر التقليدية؟
A: نعم في العديد من الجوانب (غياب القطران وCO) لكن ليس خالياً تماماً من المخاطر.

Q3: هل النيكوتين يسبب السرطان؟
A: النيكوتين ليس مصنفاً كمادة مسرطنة مباشرة لكنه قد يؤثر في نمو الأورام ويؤدي لإدمان يزيد من التعرض لمواد أخرى.

Q4: ماذا أفعل إذا كنت قلقاً من التعرض للفيب السلبي؟
A: تجنب البقاء في أماكن مغلقة مع التدخين/الفيب، واطلب بيئة خالية من التدخين. للمتاجر أو أماكن العمل، اتبع توصيات الصحة العامة المحلية.

This site uses cookies to offer you a better browsing experience. By browsing this website, you agree to our use of cookies.